عندما يشاهد الأطفال صورا حية في التقارير الإخبارية، ينبغي على الآباء أن يكونوا موجودين للتحدث معهم حول ما يجري، ولكن لا يتعين عليهم دائما أن يخبروا أطفالهم بالقصة الكاملة. لقد كانت الأخبار الرئيسية في الأشهر الأخيرة- مثل الزلزال الذي وقع في اليابان وتأثيره على محطة الطاقة النووية في فوكوشيما ومقتل أسامة بن لادن في باكستان وتفشي بكتيريا "إي كولاي" في ألمانيا- صعبة بما فيه الكفاية بالنسبة للبالغين على الفهم، ناهيك عن الأطفال.
وقالت مايا جوتس، وهي مدرسة متخصصة في وسائل الإعلام في معهد للشباب ووالبرامج التعليمية بالتلفزيون في ميونيخ إن "فكرة إبعاد الأطفال والشباب عن الأحداث الرهيبة في العالم أصبحت قديمة، نظرا لأن صور أحداث الأخبار اليومية باتت منتشرة في كل مكان"، لكن الآباء يريدون أن يعرفوا كيف يفسرون أحداث العالم للأطفال دون إثارة مخاوفهم.
وقالت فيرينا فايجاند وهي معلمة في مركز بولاية بافاريا لوسائل الإعلام الجديدة المتخصصة في مجال حماية الطفل إن "تقديم تفسير في كل حالة على حدة يمثل تحديا كبيرا للأباء في الوقت الراهن". فعلى جانب، يجب مراعاة مستوى معرفة الطفل وقدرته على معالجة قصة إخبارية وعلى الجانب الآخر، يجب مراعاة الطريقة التي يرى بها الطفل الأخبار ويسمعها. وتابعت فايجاند أن "الشباب في كثير من الأحيان لا يحصلون على معلوماتهم عن الأحداث من وسائل إعلام جادة". فهم عالبا ما يتلقون معلومات غير متوازنة ويشاهدون صورا مروعة ولذلك "ينبغي على الآباء التحدث مع أطفالهم حول الأحداث الراهنة، مثل وفاة بن لادن ويسألونهم عما سمعوه".
وغالبا ما يشعر الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 أعوام و 14 عاما على وجه الخصوص بالاستياء والارتباك من الأحداث التي ترد عنها تقارير في النشرات الإخبارية. وأشارت فايجاند إلى أن "الصغار غالبا ما لا يفهمون الخلفية وراء الخبر ويريدون الاستماع إلى أسباب.. وتعتبر القنوات التلفزيونية ووسائل الإعلام الأخرى الموجهة إلى الأطفال طريقة جيدة لتفسير الأحداث للأطفال".
ولكن بعض الكبار تكون لديهم ثقة في قدرة أطفال المدرسة الصغار على الفهم ويسمحون لهم بمشاهدة نشرات الأخبار المسائية. عندما يتم ذلك، لا ينبغي أن يتم إرسال الأطفال للنوم مباشرة بعد ذلك وتركهم وحدهم مع المعلومات لأن "هذا صعب للغاية بالنسبة لهذه الفئة العمرية"وفقا لفايجاند.
ويكون الوضع أكثر صعوبة بين الأطفال دون سن الـ8 أعوام عندما يرون صور أحداث مثل الحروب والكوارث الطبيعية حيث يتفاعل الأطفال في هذا العمر بشدة مع الصور. وأضافت فايجاند أن "الأخبار غالبا ما تظهر صورا لأطفال لإثارة مشاعر المشاهد. ويتأثر الأطفال بمعاناة الأطفال الأخرين وينقلون معاناتهم أو أزمتهم لأنفسهم".
وتنطوي توضيحات الأباء حول سبب وجود الطاقة النووية عند الحديث عن أشياء مثل محطة الطاقة النووية المتضررة في فوكوشيما علي أهمية كبيرة بالنسبة للصغار . ويمكن للآباء أن يضيفوا أن أشياء مثل هذه نادرة الحدوث للغاية.
ويحث أندرياس كروجر، طبيب نفساني للأطفال وخبير في الأحلام من هامبورج، البالغين على استخدام تفسيرات صادقة. وقال "لا ينبغي تهدئة الأطفال بمعلومات غير صحيحة". في الوقت نفسه، ينبغي أن يتم إطلاق الحقائق علي دفعات وجرعات محددة لتجنب إغراق الأطفال بالكثير من المعلومات. ويعتقد كروجر أنه ينبغي على الأباء حماية الأطفال تحت عمر 8 أعوام من رؤية الصور المخيفة بقدر الإمكان. ومع تقدمهم في
العمر يبدأون في فهم مشكلات العالم ويمكن للآباء الاستجابة لهم عندما يصل أبناؤهم إلى تلك المرحلة.
ويرى كروجر أن الطفل الذي يتمتع بالصحة من النادر أن يصاب بصدمة من الصور التي يشاهدها في نشرات الأخبار. ومع ذلك، فإن الأطفال الذين تعرضوا لصدمات من خلال التعرض للكثير من المعاناة في السنوات المبكرة من حياتهم يكونون أكثر عرضة للتأثر. وأضاف أن "الصور المخيفة يمكن أن تثير الخوف والكوابيس.. وقد تكون احيانا مجرد قطرات تتسبب في فيضان برميل ممتلئ بالمشاعر".
الجمعة يونيو 24, 2011 3:53 pm
