· الأطفال و أساليب التأديب أو العقاب:
الأساليب المُستخدمة في تأديب الأطفال كثيرة، ولعلّ أكثرها شيوعاً في مُجتمعاتنا العربية هو الضَّرب، وهو عموماً ليس أفضل الوسائل، لكنّه مسموح به، بشرط أن يكون خفيفاً وليس في مناطق حسّاسة، وألاّ يُمارَس بطريقة حادّة أو انتقاميّة.
لكن هناك وسائل أُخرى أقرّها العلماء المتخصّصون واتّفقوا على أنّها أكثر تأثيراً وفاعليّةً في تهذيب الأطفال، منها: حجز الطفل في حجرته مُنفرداً لبعض الوقت ( time out )، أو حرمانه من المصروف أو من رحلة أو نزهة كان مُقرّراً له القيام بها.
ولابد أن يُراعي الأهل ألاّ تتم مُعاقبة الطفل أمام إخوته أو الأصدقاء أو الجيران أو الأقرباء الآخرين. كما ينبغي للأهل أيضاً أن يكافئوا الطفل إن هو التزمَ أو قامَ بدوره بالشكل اللائق. وكما أن هناك وسائل للعقاب هناك أيضاً وسائل أخرى لمكافأة الطفل المُطيع.
· الأطفال و أساليب المكافأة أو الثّواب:
وهي مُتعدّدة يمكننا أن نذكر منها: اصطحاب الأطفال في نزهة أو رحلة لمكان مُحبَّب لديه، أو دعوة أصدقائه على الغداء أو العشاء تكريماً له واحتفاءً به. اصطحابه إلى مطعمٍ يحبّه أو إعداد الوجبة المُعيّنة التي يُفضّلها ..... إلخ، كما يمكن إعطاءه تقدمة ماليّة بسيطة ـ من حين لآخر ـ كنوع من التّحفيز أو التشجيع بشرط ألاّ يكون هذا الأسلوب مُستمرّاً. وعموماً نقول إنّه كلّما تعدّدت وتنوّعت طرق التّحفيز (دون استخدام أسلوب مُعيّن بذاته) كلّما كان ذلك جيّداً. ويُفضَّل أيضاً أن تكون هذه الأمور مُعلَنة وواضحة ومُتّفق عليها مع الطفل، تماماً مثلما يكون الأمر مع وسائل العقاب أو التأديب. ولا يجوز بأيّ حال أن يُخّل الوالدان بالتزاماتهما نحو الطفل تجاه هذه الأمور، لأنّ أمراً كهذا كفيل بأن يُضعف ثقته بهما ويسبّب له مشاكل عدّة.
· الأطفال و كيف نُعِدّهم للعقاب؟
قبل العقاب، لابدّ أن يُوضَّح للأطفال نوع الخطأ الذي ارتكبوه وأن يقوم الأهل بتذكيرهم بنوع العقاب الذي سبق الإتفاق عليه، ثمّ بعدها يوقّعون عليهم العقاب.
· ماذا نعمل للأطفال بعد توقيع العقاب؟
وبعدها، يكون لزاماً على الأهل أن يعودوا للتأكيد للطفل أنّهم يحبّونه، وسيظلّون على ذلك، وأنّه بمجرّد نواله العقاب المُتّفق عليه، تمّت مسامحته على ما ارتكبه من خطأ، وأن عليه هو أيضا أن يُسامِح نفسه ويسعى جاهداً كيلا يُكرِّر الخطأ. بعدها يقوم الأهل باحتضانه والتأكيد على محبّتهم له، ويعاملونه بكلّ محبّة وتقدير وصداقة، وكأنّه لم يرتكب أيّ خطأ أبداً.
بَقيَت كلمة أخيرة لابدّ منها في الختام، ألا وهي أنّه إن راعى الأهل الله في تربية أبنائهم، وسَعوا لأن يربطوا الأطفال بعلاقة حيّة مع الله، وأن يُقدّموا لهم القدوة والسلوك الصحيح، فإنّهم بذلك يساعدون في بناء أناسٍ أصحّاءٍ، نافعين لأنفسهم ولمجتمعاتهم. فالعلاقة مع الله الخالق ركيزة أساسيّة لا يمكن الإستغناء عنها في طُرُق التربية السليمة والتأديب النافع.