نعم، يتعرض الأب لمشاعر مماثلة لمشاعر الأم حديثة العهد بالأمومة، فهناك أدلة تشير إلى احتمال إصابة الآباء الجدد باكتئاب ما بعد الولادة أيضاً. وهذا أحد الأسباب الذي يجعلنا نعتقد أن اكتئاب ما بعد الولادة لا تسببه التغييرات الهرمونية وحدها.
قد تساهم العديد من العوامل في خلق هذا الشعور. ومن أبرزها:
• الخوف من الأبوّة (الخوف من المسؤوليات الجديدة وفقدان الحرية على سبيل المثال).
• القلق بشأن الضغوط المادية المحتملة (الضغط العصبي حيال المصاريف الإضافية والقلق بشأن الاعتماد على دخل واحد فقط وما إلى ذلك).
• القلق حيال القدرة على النهوض بدور الأب (هل سأكون أباً جيداً؟ هل سأكون مثل والدي؟)
ويزيد من حدة التوتر أن نشأة الرجال عادة ما تشجع على عدم مشاركة مخاوفهم مع أحد، كأن يقال لهم "يجب أن تأخذ الأمور كما يأخذها الرجال" أو "تعامل مع الأمر وحدك فقط". وللأسف، في واقع الأمر إن كتمان مشاعرك يزيد من حدة التوتر. حاول التحدث إلى زوجتك أو صديقك أو طبيب; عن أي شئ يثير قلقك. من خلال التعبير عن مخاوفك، يمكنك الحصول على رؤية أوضح بالإضافة إلى الدعم الضروري.
أحيانا،ً يتطور الأمر مع الآباء الجدد ليصبح اكتئاباً حاداً وليس فقط اكتئاب ما بعد الولادة. يجب أخذ هذا النوع من الاكتئاب على محمل الجد وهو سهل العلاج. فالشخص الذين يعاني من الاكتئاب قد يمر بالتالي:
• الشعور بالقلق والإرهاق.
• إعطاء الأولوية للوضع المادي.
• البدء بالانسحاب من العائلة.
• سرعة الغضب.
• نقص النوم أو الإفراط في النوم.
إذا شعرت أنك تعاني أياً من هذه الأعراض لمدة تزيد على أسبوعين، عليك طلب المساعدة من طبيبك.
يحتاج الآباء إلى الدعم والتشجيع والشعور بالطمأنينة كما يحتاجون إلى وجود شخص ما يأتمنونه للبوح بكل ما يقلقهم، تماماً مثل الأمهات لأول مرة. تحدث إلى زوجتك عن التغيرات التي حدثت في حياتكما. يجب أن يقدم كل منكما الدعم إلى الآخر. تذكر أنه من حقك أيضاً الحصول على شيء من التدليل والاهتمام الزائدين في هذه المرحلة الانتقالية، ولا تشعر بالإحراج من طلب ذلك. .