ينتشر فيروس الحصبة الشديد الإعداء عن طريق السعال أو العطس أو مخالطة شخص موبوء عن كثب أو مخالطة الإفرازات الصادرة عن أنفه أو حلقه بشكل مباشر.
ويظل الفيروس نشطاً ومعدياً في الهواء أو على المساحات الموبوءة طوال فترة قد تبلغ ساعتين من الزمن. ويمكن أن ينقل الشخص الموبوء الفيروس إلى شخص آخر خلال فترة تتراوح بين اليوم الرابع الذي يسبق ظهور الطفح عليه واليوم الرابع الذي يلي ذلك.
ويمكن أن تؤدي فاشيات الحصبة إلى وقوع أوبئة تتسبّب في حدوث العديد من الوفيات، ولاسيما في صفوف صغار الأطفال ممّن يعانون سوء التغذية.
وفي البلدان التي تم فيها التخلّص من الحصبة على نطاق واسع لا تزال حالات ذلك المرض الوافدة من بلدان أخرى تشكّل مصدراً هاماً للعدوى.
العلاج
من الممكن تلافي المضاعفات الوخيمة الناجمة عن الحصبة بفضل الرعاية الداعمة التي تضمن التغذية السليمة وكميات كافية من السوائل وعلاج التجفاف بإعطاء محاليل الإمهاء الفموي التي توصي بها منظمة الصحة العالمية (لاستبدال السوائل والعناصر المغذية الأساسية الأخرى التي تضيع جرّاء الإسهال والتقيّؤ). كما ينبغي وصف المضادات الحيوية لعلاج أنواع العدوى التي تصيب العين والأذن والالتهاب الرئوي .
وينبغي أن يتلقى أطفال البلدان النامية الذين أثبت التشخيص إصابتهم بالحصبة جرعتين من مكمّلات الفيتامين "ألف"، مع ضمان مرور 24 ساعة بين الجرعة والأخرى. فإعطاء تلك المكمّلات وقت التشخيص من شأنه المساعدة على توقّي العمى والأضرار التي تلحق بالعين. كما تبيّن أنّ التغذية التكميلية بالفيتامين "ألف" تسهم في تخفيض عدد الوفيات الناجمة عن الحصبة بنسبة 50%.
الوقاية
تطعيم الأطفال بشكل روتيني، والاضطلاع بحملات التطعيم في البلدان التي ترتفع فيها معدلات حالات الحصبة ومعدلات الوفيات الناجمة عنها من الاستراتيجيات الصحية الرئيسية للحدّ من وفيات هذا المرض على الصعيد العالمي. والجدير بالذكر أنّ لقاح الحصبة من اللقاحات المأمونة والناجعة والزهيد التكلفة، إذ يكفي توفير أقلّ من دولار أمريكي واحد لتمنيع طفل ضد هذا المرض.
ويتم، في غالب الأحيان، إدراج لقاح الحصبة في اللقاح المضاد للحميراء و/أو النكاف في البلدان التي تشهد مشكلة انتشار تلك الأمراض. ولقاح الحصبة يضمن نجاعة مماثلة سواء كان في الشكل الأحادي أو التوليفي.
في عام 2007 تلقى نحو 82% من أطفال العالم جرعة واحدة من لقاح الحصبة قبل بلوغهم عامهم الأوّل في إطار الخدمات الصحية الروتينية، وذلك يمثّل زيادة مقارنة بعام 2000 حيث كانت تلك النسبة تناهز 72%. (يوصى بإعطاء جرعتين من اللقاح لضمان المناعة، ذلك أنّ المناعة لا تتطوّر لدى 15% من الأطفال المُطعّمين تقريباً بعد تلقيهم الجرعة الأولى.)
الاستجابة الصحية العالمية
يتمثّل المرمى 4، من ضمن المرامي الإنمائية للألفية، في الحدّ من معدلات وفيات الأطفال دون سن الخامسة بنسبة الثلثين في الفترة بين عامي 1990 و2015. واعترافاً بقدرة التطعيم ضد الحصبة على خفض وفيات الأطفال ونظراً لإمكانية اعتبار التغطية بخدمات التطعيم ضد الحصبة من مؤشرات حصول الأطفال على تلك الخدمات تم اختيار التغطية بخدمات التطعيم الروتيني ضد الحصبة كمؤشر على التقدم المحرز نحو بلوغ المرمى 4 المذكور.
ومبادرة الحصبة عبارة عن جهد تعاوني بين منظمة الصحة العالمية واليونيسيف والصليب الأحمر الأمريكي ومراكز الولايات المتحدة الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها ومؤسسة الأمم المتحدة وغير ذلك من الهيئات الشريكة العامة والخاصة. وتلك المبادرة تؤدي، مع الشركاء الآخرين من القطاعين العام والخاص، دوراً أساسياً في المضي قدماً باستراتيجية مكافحة الحصبة على الصعيد العالمي. وتشمل تلك الاستراتيجية ما يلي:
التطعيم الروتيني الشمولي من أجل تمنيع الأطفال قبل بلوغهم عامهم الأوّل
إتاحة فرصة ثانية لجميع الأطفال للاستفادة من التمنيع ضد الحصبة من خلال حملات التطعيم الجموعية لضمان تلقي جميع الأطفال جرعة واحدة على الأقلّ.
الترصد الفعال في جميع البلدان من أجل التفطّن بسرعة لفاشيات الحصبة ومواجهتها
تحسين علاج حالات الحصبة، ويشمل هذا الإجراء التغذية التكميلية بالفيتامين "ألف" وإعطاء المضادات الحيوية المناسبة عند اللزوم وتوفير خدمات الرعاية الداعمة لتوقي المضاعفات.
وتؤدي مبادرة الحصبة-وهي بمثابة جهد تعاوني بين منظمة الصحة العالمية واليونيسيف والصليب الأحمر الأمريكي ومراكز الولايات المتحدة الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها ومؤسسة الأمم المتحدة وغير ذلك من شركاء القطاعين العام والخاص- دوراً أساسياً في المضي قدماً باستراتيجية مكافحة الحصبة على الصعيد العالمي.