توعد تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي بالانتقام لقتل أميركا لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وقد وصف عمر نجل بن لادن قتل أميركا لوالده بأنه "عمل إجرامي"، معتبرا رميه في
البحر "إهانة" للعائلة. في حين قال قائد أميركي كبير إن مقتل بن لادن سيشجع المسلحين في أفغانستان على إلقاء السلاح.
وقال التنظيم إن أميركا ارتكبت "خطأ كبيرا" و"خطيئة خطيرة" بقتلها بن لادن، سيدفع المواطنون الأميركيون ثمنها.
ودعا التنظيم -في بيان نشره على الإنترنت- أتباعه إلى "الانتقام" لمقتل بن لادن على أيدي قوة أميركية خاصة، معتبرا أن الأولوية هي لما وصفه بـ"الثأر والغضب وليس البكاء".
ويتوقع مراقبون أن يكون ثأر التنظيم موجها أكثر ضد من يسميهم حلفاء أميركا، وربما ينسحب ذلك أيضا على الرهائن الخمسة الفرنسيين المحتجزين منذ أشهر في مالي.
إلقاء السلاح
من جهته قال قائد قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في شرق أفغانستان الميجور الجنرال جون كامبل إن مقتل بن لادن قد يشكل حافزا للعديد من المسلحين على إعادة الاندماج في المجتمع الأفغاني.
وأضاف للصحفيين أن الصور التي بثت عن الغارة الأميركية والتي تظهر بن لادن "وحيدا ويائسا" ستجعل أنصاره يسألوا عن مغزى الاستمرار في القتال.
ودعا كامبل إلى درس التداعيات المحتملة لمقتل بن لادن على جهود المصالحة، لكنه استدرك قائلا إنه لا يستطيع تحديد الإطار الزمني لإنجاز المصالحة.
كما أكد كامبل أن قتل بن لادن لن ينهي الحرب على ما يسمى الإرهاب لأنها لم تشن من أجل رجل واحد، لافتا إلى أن التنظيم سيجد من يحل محله.
وتابع أنه لا يعتقد أن الحرب انتهت، كما لا يرى أن مقتل بن لادن سيؤدي إلى تغيير إستراتيجية واشنطن على الأقل في شرق أفغانستان.
جريمة وإهانة
وفي سياق متصل وصف عمر بن لادن (نجل زعيم تنظيم القاعدة) قتل أميركا لوالده بأنه "عمل إجرامي"، معتبرا رميه في البحر "إهانة" لعائلة بن لادن.
وذكر موقع مجموعة "سايت" للمعلومات على الإنترنت أن البيان -الذي نسب إلى رابع أبناء بن لادن- جاء فيه أن "أبناء زعيم القاعدة يحتفظون بحقهم في اتخاذ إجراءات قانونية في الولايات المتحدة وعلى مستوى دولي لتحديد المصير الحقيقي لوالدهم".
وذكر جزء من الخطاب أن عائلة بن لادن تحمل الرئيس الأميركي باراك أوباما المسؤولية القانونية عن توضيح مصيره، حيث إنه من غير المقبول "إنسانيا ودينيا التخلص من شخص بهذا القدر من الأهمية والمكانة بين أهله بإلقاء جثته في البحر بهذه الصورة التي تمثل إهانة وتحقيرا لعائلته ومؤيديه، وتتحدى التعاليم الدينية ومشاعر مئات الملايين من المسلمين".
كما جاء في الخطاب أن الإدارة الأميركية لم تقدم دليلا يؤيد روايتها للعملية التي قتل فيها بن لادن، وزعم أن هدفها لم يكن الاعتقال بل القتل، وأن الكوماندوس الأميركيين الذين نفذوها سارعوا بعد ذلك للتخلص من الجثة.
ولم يردّ عمر بن لادن -الذي يقيم في الخليج في السنوات الأخيرة- على الفور على طلبات للتعليق، أرسلت بالبريد الإلكتروني وفي رسائل نصية قصيرة بالهاتف.
وفي تطور متصل قال مستشار في الكونغرس إن وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي) أبلغت لجنتين في مجلس الشيوخ بالسماح لأفرادهما بالاطلاع على صور مقتل بن لادن إذا رغبوا.
وأضاف المستشار أن الوكالة وجهت الدعوة إلى لجنة الاستخبارات ولجنة الخدمات المسلحة لتحديد موعد مع وكالة الاستخبارات لرؤية الصور الفوتوغرافية.